* الســـــؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. من أين أبدأ ومن أين أنتهي؟ أنا بنت عمري 19 سنة، أصلي قيام الليل من سن 13 ولا زلت أصلي ولله الحمد.. السنتان اللتان قبل هذه كنت أدرس من المنزل وعندي فراغ كبير فطبيعي الفراغ يجرني لأشياء ليست طيبة، خصوصا أن البصيرة والعلم قل.. فوقعت بحب شخص سنة كاملة وكل مرة أتوب لكن قلبي صار ما يجعلني أبدا أتوب وبعدها أرجع.. المهم عندما دخلت الثانوي إنتظام نسيته ونسيت قبيلة قبيلته.. وبذلك كنت أدخل على مواقع -تويتر- وأرى مناظرات المشايخ مع الملاحدة والشيعة وكذا.. أحسست أني تائهة ما أدري أخاف ان أكون كفرت بالله! وأنا والله أحب ربي وربي يشهد.. أنا ما أريد أبتعد عن ربي كلما فكرت بهذا الأمر تفلت عن يساري 3 مرات وتعوذت من إبليس.. حتى النوافل أصليها وأصوم التطوع خفية لأجل ربي.. أقسم بالله وسواس ليس طبيعيا كل فترة يأتيني الشيطان وينفث هذه الأفكار في وربي إني أقعد أبكي بحرقة أقول يا رب أنا أحبك إهدني لسبيلك يا رب اهدني يا رب.. وأقرأ قوله تعالى {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله مع المحسنين} وأقرأها وأنا أبكي.. يأتيني الشيطان يقول لي أين أمانيك التي تطلبينها من ربك تحققت أقول بنفسي الله على كل شيء قدير ويصرف كل شيء بحكمته.. الشمس والقمر والأرض كلها بحكمته.. ويقول لي الشيطان يا ويلك من عذاب ربي إذا قابلتيه.. خلاص أحس أني -مزنوقة- أنفجر أحس أصير مجنونة من هذه الأفكار الغبية.. دائما أدعو ربي أن تتحقق أمنياتي لكن كل مدى حياتي تخنقني.. صرت حزينة لأني أخطأت بحق ربي وصرت أفكر بالأفكار هذه التي تجحد الله عز وجل.. لكن أزيد بالطاعات جدا جدا.. يا رب سامحني ثم خذني إليك روحا طاهرة.. أرشدوني لا تتركوني أنا ابنتكم أريد الجنة وكفى.. ادع لي..
* المستشار: هالة بنت محمد صادق شموط.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين الذي حفظنا من وساوس الشيطان بملازمة ذكره، والصلاة والسلام على خير الأنام معلم الناس الخير، وعلى آله وصحبه ومن نهج نهجه إلى يوم الدين.
أطمئنك أنك على خير كثير وما إستهدافك من الشيطان إلا دليل على صدق هذه الدعوى، فهو الشيطان لا يحرث إلا في القلوب التي ترغب في الفيء إلى خالقها، ولكنها تفتقر إلى مزيد من تناول جرعات من الزاد الإيماني كي تتحصن به، وتحول بين هذا الفؤاد ذي الرصيد الخيِّر، وبين وساوس الشيطان الضعيف أمام هذا الزاد الذي إذا إستثمر، نما وزاد نماؤه، سلم من الغوائل الإبليسية.
أختي الكريمة، سبق أن قلت أن هناك ثلاثة لصوص ينبغي على الفتاة أن تأخذ حذرها منها وهي: الفراغ، والصديقة السيئة، والإعلام الفاسد، فهي أشد فتكا بالقلوب النقية إذا تركتها تعبث بها، وإذا أخذت بأربعة أمور، فإنها تنجيك من كل ما يحرفك عن السبيل القويم وهي: ملازمة ذكر الله تعالى، وقراءة كتاب الله بتدبر، والتفكر بالموت، والحساب، وأهوال الآخرة، ثم ما أعد الله للطائعين من ثواب جزيل، وأخيرا اتخاذ صديقات من ذوات الدين يملأن فراغك ويُشغلنك بما ينفعك في آخرتك ودنياك.
لا يجوز أن تقولي: إني تائهة!! فالحمد لله ديننا وضعنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك وما دام كتاب الله وسنة رسوله بيننا، فلا نتيه أبدا.
ثم قولك: إني كفرت بالله! هذه قولة من صناعة الشيطان لكي يقنطك من رحمة الله التي وسعت كل شيء، وشملت العصاة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فباب التوبة مفتوح ما لم تطلع الشمس من مغربها، وما لم تغرغر الروح، وما دام المسلم لا يستحل الكبيرة فلا يكفر، وإنما عليه أن يبادر إلى التوبة قبل ألا توبة، وقبل أن يغلف الران القلب، فلم يعد ينكر منكرا ولا يعرف معروفا.
إحذري أيتها الأخت العزيزة من الشباب الذين يصطادون قلوب الفتيات بالكلام المعسول لتقع هاتيك المسكينات في حبائلهم، ثم يتسلون بهن زمنا، وأخيرا يرمونهن كما يرمي أحدنا متاعه الذي يبلى، والخاسر الوحيد هي الفتاة، فلتتنبهي أيتها الأخت، واعلمي أن تقوى الله خير زاد لك، فإذا إستقام أمرك، وصبرت على طاعته، فإن الشباب من أصحاب القلوب الخائفة الخاشعة يتسابقن لخطبتك فأغلب المتدين وسواه الشباب لا يرغب في الفتاة التي تقيم علاقات مشبوهة مع الطائشين، بل يطلبن يد البنت التي لا صلة لها برجل أبدا علاوة على أن الفتاة المنحرفة تغضب خالقها وتخسر آخرتها.
أختي الفاضلة، ما مضى من حياتك قد إنتهى، فالذي ينبغي أن تفكري فيه هو الحاضر والمستقبل، وأنت ما زلت في أول حياتك، فإذا أقبلت على الله بصدق، وأخذت بما نصحتك به حسن عملك، وصلح شأنك.
الشيطان ضعيف {إن كيد الشيطان كان ضعيفا} [النساء:76] وعلاجه هو أن تتعوذي بالله منه، وتلزمي أمر الله تعالى، وكما فهمت من كلامك فإن لديك رصيدا طيبا من الخير يمكنك أن تستفيدي منه وأمارته البكاء والخوف من الجليل سبحانه.
كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، فأنت تتعاملين مع رب كريم غفور فلا يجوز القنوط، كما لا يصح التسويف والمماطلة في التوبة، فلا يدري الإنسان متى تقوم قيامته. وفقك الله لما فيه رضاه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: موقع لها أون لآين.